يمنات
حربٌ مشتركة بين الجيش والحوثي ضد القاعدة قد تقضي على الجيش لكنها لن تقضي على القاعدة.
دخول الحوثي في “الحرب على القاعدة” هو مشروع فاشل من حيث المبدأ، إذ سيحول “الحرب على الإرهاب” الى “حرب طائفية”، وسيحول القاعدة من مجرد “تنظيم إرهابي” يقتل الجنود الأبرياء في نظر كثيرين (من أبناء البيئة الحاضنة للقاعدة) الى “تنظيم طائفي” يقاتل دفاعاً عن “المناطق الشافعية” أو “السنية” أو سموها ما شئتم!
بعبارة أخرى: الحوثي سيمنح القاعدة ورقة استقطاب طائفية، وهي ورقة استقطاب لم تحصل عليها حتى الآن، لكنها قد تحصل عليها بمجرد تصدر الحوثي واجهة “الحرب على الإرهاب” او حتى دخوله فيها. كما سيمنحها صورة المدافع عن نفسه في نظر كثيرين من أبناء المناطق التي ستجري فيها الحرب.
و لن يتوقف الأمر عند هذا الحد: فإلى جانب ورقة الاستقطاب الطائفية، سيمنح دخول الحوثي “الحرب على الإرهاب” تنظيم القاعدة ورقة استقطاب مناطقية، حيث المشكلة المذهبية في اليمن مختلطة كثيراً بالمشكلة المناطقية. وحتى لو لم تستثمر القاعدة هذه الورقة بشكل مباشر لأسباب تتعلق بأيدولوجيتها، فإنها ستستثمر بشكل غير مباشر التناقضات المناطقية خلال حركتها داخل المناطق التي ستجري فيها الحرب.
و فوق هذا وذاك، سينزع الحوثي ما تبقى من شرعية وطنية للجيش في مواجهة القاعدة التي سعت بشتى السبل خلال حرب أبين وشبوة الى إيجاد دلائل على مشاركة الحوثي في تلك الحرب. وما ستفعله الدعوات المتصاعدة لتنظيم حرب مشتركة بين الحوثي والجيش ضد القاعدة هو بكل بساطة ما تطمح اليه القاعدة منذ حرب أبين وشبوة عام 2013.
و يمكنكم أن تضعوا كل ما سبق جانباً، وتفكروا بهذا:
الجيش اليمني في هذه الحرب، إنْ لم تقضِ عليه القاعدة، سيقضي عليه الحوثي.
و ليس شرطاً أن يتم القضاء عليه بالقتل، بل قد يكون بتفكيك وحداته والتهامه أكثر: فالحوثي يلتهم أسلحة الجيش وأفراد الجيش أيضاً، أفراد الجيش الذين ينتمون لنفس طائفته وخارطته المناطقية طبعاً. وهذا ما يجعل من فكرة أنه قد يبني أو يساعد أو حتى “يتساير” مع “جيش وطني” فكرة شبه مستحيلة.
باختصار:
الجيش لن يكون بمأمن من “شريكه” و”صديقه” المفترض في هذه الحرب وهو: “الحوثي”. فحتى لو أفترضنا جدلاً أنه سينتصر على القاعدة (وهذا غير وارد)، فكيف سيفلت بجلده من الحوثي؟
من حائط الكاتب على الفيس بوك